الذكاء الاصطناعي والتشخيص الطبي- ثقة أم تهديد للعلاقة بين الطبيب والمريض؟
المؤلف: حسين شبكشي08.31.2025

ما زالت أصداء الإعلان الصادر عن شركة مايكروسوفت الأمريكية، تلك المؤسسة التكنولوجية العملاقة، تتردد بقوة حول برنامجها الحديث، وهو نتاج أحدث مختبراتها العلمية، ويعتمد اعتماداً كلياً على تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا البرنامج يتميز بقدرة فائقة على تشخيص الأدواء والأمراض بدقة متناهية، متفوقاً بذلك على كفاءات نخبة من الأطباء المتمرسين. هذه المسألة، التي كانت مطروحة قيد البحث والتنقيب منذ فترة ليست بالقصيرة، والتي لطالما استكشفت احتمالات تحققها، كانت تصنف في خانة الخيال العلمي، على أقل تقدير ممكن.
وقد انبرى طيف واسع من المحللين العلميين والأطباء الممارسين لتقييم الآثار المحتملة لهذا التطور المستجد على قطاع الرعاية الصحية بأكمله. هل سيثق الناس حقاً في رأي الذكاء الاصطناعي عند تشخيص أثمن ما لديهم، ألا وهو صحتهم؟ وهل سيكون هذا البرنامج الحديث محصناً بالكامل ضد محاولات القرصنة الإلكترونية المدمرة والشديدة الفتك؟ إن تجارب الناس مع المنظومات الإلكترونية المختلفة، سواء في مجالات التسوق أو العمليات المصرفية أو العملية التعليمية أو المعاملات الرسمية، تتسم بالتنوع الشديد في نتائجها. فهناك قصص نجاح باهرة، وفي المقابل، هناك مآسٍ وكوارث يصعب تصديقها.
وفي دراسة مستفيضة أجرتها جامعة مينيسوتا الأمريكية المرموقة، والتي تم الإعلان عن نتائجها في شهر مايو من العام الجاري، تبين أن الأغلبية الساحقة من المشاركين في الاستطلاع قد أعربوا عن عدم ثقتهم بالذكاء الاصطناعي كوسيط للتشخيص في المجال الصحي. وقد تجاوزت نسبة الذين أبدوا ملاحظات سلبية حاجز الـ ٦٥%، وهي نسبة لا يستهان بها إطلاقاً.
وفي معرض تعليقه، المهم للغاية، على الرغم من طرافته اللافتة، صرح أحد الأطباء المتخصصين بأن الاعتماد الكامل والأساسي على الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي سيعفي الأطباء وشركات التأمين من القضايا المتعلقة بالأخطاء البشرية في قطاع الرعاية الصحية، وهذا بحد ذاته تطور لا يمكن التقليل من شأنه وأهميته.
إذا ما تم تبني هذا البرنامج على نطاق واسع، وهو ما يُتوقع حدوثه عاجلاً أم آجلاً، فستظهر حاجة ماسة لإعادة صياغة العلاقة الحميمة بين المريض والطبيب.
هناك علاقات مهنية راسخة في حياة الناس، مبنية على دعائم الثقة والاطمئنان والأمان، كمهنة الطب والمحاماة والتعليم، وهي جميعها مهددة بتغييرات جوهرية في أدوارها، وفي بعض الأحيان قد تواجه خطر الزوال. غير أن مهنة الطب تحتفظ بمكانة فريدة ومتميزة في قلوب الناس، والتهديد الذي يواجه هذه المكانة، حتى لو جاء مصحوباً بوعود الذكاء الاصطناعي بتشخيص أكثر دقة وموثوقية، يثير الاهتمام العميق والجدل الواسع، ولم نبدأ حتى الآن بالخوض في تفاصيله بشكل كامل.
سيصبح طبيبك الجديد متاحاً في جيبك، على جهاز هاتفك الذكي، يقدم لك التشخيص المناسب لأعراضك بمجرد عرضها عليه، وستتلقى الإجابة في غضون ثوانٍ معدودة فقط. إننا مقبلون على عالم جديد، ومن الواضح جداً أن أبرز ملامحه هو أن الذكاء الاصطناعي يمثل آخر إبداعات العقل البشري، وكل ما سيتبع ذلك سيكون من إنتاج الذكاء الاصطناعي نفسه.
وقد انبرى طيف واسع من المحللين العلميين والأطباء الممارسين لتقييم الآثار المحتملة لهذا التطور المستجد على قطاع الرعاية الصحية بأكمله. هل سيثق الناس حقاً في رأي الذكاء الاصطناعي عند تشخيص أثمن ما لديهم، ألا وهو صحتهم؟ وهل سيكون هذا البرنامج الحديث محصناً بالكامل ضد محاولات القرصنة الإلكترونية المدمرة والشديدة الفتك؟ إن تجارب الناس مع المنظومات الإلكترونية المختلفة، سواء في مجالات التسوق أو العمليات المصرفية أو العملية التعليمية أو المعاملات الرسمية، تتسم بالتنوع الشديد في نتائجها. فهناك قصص نجاح باهرة، وفي المقابل، هناك مآسٍ وكوارث يصعب تصديقها.
وفي دراسة مستفيضة أجرتها جامعة مينيسوتا الأمريكية المرموقة، والتي تم الإعلان عن نتائجها في شهر مايو من العام الجاري، تبين أن الأغلبية الساحقة من المشاركين في الاستطلاع قد أعربوا عن عدم ثقتهم بالذكاء الاصطناعي كوسيط للتشخيص في المجال الصحي. وقد تجاوزت نسبة الذين أبدوا ملاحظات سلبية حاجز الـ ٦٥%، وهي نسبة لا يستهان بها إطلاقاً.
وفي معرض تعليقه، المهم للغاية، على الرغم من طرافته اللافتة، صرح أحد الأطباء المتخصصين بأن الاعتماد الكامل والأساسي على الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي سيعفي الأطباء وشركات التأمين من القضايا المتعلقة بالأخطاء البشرية في قطاع الرعاية الصحية، وهذا بحد ذاته تطور لا يمكن التقليل من شأنه وأهميته.
إذا ما تم تبني هذا البرنامج على نطاق واسع، وهو ما يُتوقع حدوثه عاجلاً أم آجلاً، فستظهر حاجة ماسة لإعادة صياغة العلاقة الحميمة بين المريض والطبيب.
هناك علاقات مهنية راسخة في حياة الناس، مبنية على دعائم الثقة والاطمئنان والأمان، كمهنة الطب والمحاماة والتعليم، وهي جميعها مهددة بتغييرات جوهرية في أدوارها، وفي بعض الأحيان قد تواجه خطر الزوال. غير أن مهنة الطب تحتفظ بمكانة فريدة ومتميزة في قلوب الناس، والتهديد الذي يواجه هذه المكانة، حتى لو جاء مصحوباً بوعود الذكاء الاصطناعي بتشخيص أكثر دقة وموثوقية، يثير الاهتمام العميق والجدل الواسع، ولم نبدأ حتى الآن بالخوض في تفاصيله بشكل كامل.
سيصبح طبيبك الجديد متاحاً في جيبك، على جهاز هاتفك الذكي، يقدم لك التشخيص المناسب لأعراضك بمجرد عرضها عليه، وستتلقى الإجابة في غضون ثوانٍ معدودة فقط. إننا مقبلون على عالم جديد، ومن الواضح جداً أن أبرز ملامحه هو أن الذكاء الاصطناعي يمثل آخر إبداعات العقل البشري، وكل ما سيتبع ذلك سيكون من إنتاج الذكاء الاصطناعي نفسه.